مدرسة الطيب المريني العمومية

                                                                                                                                                                                                                الأستاذ : عبد الرحمان سكتان

 

     لا يختلف اثنان أن المدرسة العمومية المغربية شهدت عدة تحولات منذ استقلال البلاد سنة 1956 م إلى يومنا هذا (بداية القرن 21): لقد عرف قطاع التربية الوطنية إلى حدود منتصف السبعينات نقصا حادا في الأطر التربوية والإدارية إذ استعانت الوزارة الوصية بالأطر الأجنبية (عرب وعجم)، كما أنها احتفظت بنفس المناهج والبيداغوجيات المعتمدة أنذاك من قبل المستعمر الأجنبي (فرنسا وإسبانيا). لقد لوحظ خلال هذه الحقبة توهج في العطاء التربوي الجاد والمسؤول.

    مع مستهل القرن 21 اعتمدت الوزارة الوصية على الأطر المغربية لتحقيق الإصلاح التربوي المنشود وحدقت بنظرها إلى تجربة خطط وبيداغوجيات بديلة غير النظريات التربوية الموروثة مع تقوية البنيات التحتية للمؤسسات والمرافق التربوية (الميثاق الوطني للتربية والتكوين).

   مع بداية سنة 2009 توالت الإصلاحات التربوية والتعليمية إذ انفتحت الوزارة الوصية على باقي أجود النظريات والبيداغوجيات الحديثة مع بداية التفكير في عصرنة القطاع واعتماد التكنولوجيات الحديثة (المخطط الاستعجالي والرؤية الاستراتيجية 2020-2030).

   لكن هذه التحولات العديدة لم يواكبها ومع الأسف الشديد انتقاء جيد وتكوين مستمر حقيقي فعال ومندمج للفاعلين في الحقل التربوي، الشيء الذي عطل وأخر الرقي بالمنظومة التربوية ككل الذي يطمح له كل تربوي غيور ومسؤول. لقد ساهم بشكل جلي هذا الخلل التربوي في تدني المستوى التعليمي والأخلاقي لشريحة واسعة من المتعلمين والمتعلمات.

   نأمل صادقين أن تعمل الوزارة الوصية حاليا (2023) على تدارك النقائص واستثمار المجهودات والمشاورات بين جميع الفرقاء التربويين ومكونات المجتمع المدني في ظل مشروع النظام الأساسي للتربية والتكوين الجديد ...    

 

 

 

    تشرفت الأسرة التربوية العاملة بمدرسة الطيب المريني الابتدائية، التابعة لمديرية مراكش يومه الاثنين 28 أبريل 2014 بزيارة الطلعة البهية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة من أجل مباركة المشاريع البيئية التي اعتمدتها المؤسسة بين 2010 و2014 بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ومرصد واحة النخيل بمراكش.

        برنامج الزيارة الملكية جاء كالتالي:

_ الوقوف على سيرة الأديب والفقيه الطيب المريني.

_ مشاهدة العرض الخاص لمشاريع المؤسسة البيئية (إعداد الأستاذ عبدالرحمان سكتان).

_ الوقوف على المشروع البيئي الرئيسي: تصفية المياه العادمة واستغلالها في سقي مغروسات المدرسة.

 _ الوقوف على مشروع تدبير النفايات النباتية واستغلالها كسماد طبيعي.

_ الوقوف على مشروع تدبير النفايات الورقية.

_ الوقوف على مشروع حديقة الخضروات.

_ الوقوف على مشروع تقطير النباتات العطرية.

_ الوقوف على مشروع الإنارة باستخدام الطاقة الشمسية.

_ أخد صورة جماعية لصاحبة السمو الملكي مع متعلمي ومتعلمات المؤسسة وكافة الأطر العاملة بها.  

       تحت شعار: "الماء مادة حيوية، وجب الحفاظ عليها" احتفلت مدرسة الطيب المريني يومه 22 مارس 2104 بمشاركة مرصد واحة النخيل وجمعية أباء وأولياء التلاميذ باليوم العالمي للماء، حيث تم إلقاء عروض بالمناسبة كما احتفل متعلمو وأطر المؤسسة برفع اللواء الأخضر الذي حصلت عليه المدرسة الإيكولوجية الطيب المريني عن الموسم الدراسي 2012 – 2013.

 

 لماذا المدرسة الخصوصية؟

     لا شك أن الجواب عن هذا السؤال سيدخلنا في متاهات جد معقدة وغير مفهومة مع طرح أسئلة استنباطية أخرى:

• هل جاءت المدرسة الخصوصية المغربية لتقلص من الاكتظاظ المهول في المدارس العمومية؟
• هل جاءت المدرسة الخصوصية لإتقان اللغات الأجنبية (الفرنسية والإنجليزية ...)؟
•  هل جاءت المدرسة الخصوصية لتحسين جودة التعلمات عامة؟
• هل جاءت المدرسة الخصوصية لمنافسة المدرسة العمومية؟
• هل جاءت المدرسة الخصوصية من أجل التميز الاجتماعي؟

وهكذا لا يمكن حصر أهداف المدرسة الخصوصية المغربية ولا فهمها على حقيقتها، فهي مكون تربوي حديث يمكننا اعتباره بديلا أو منافسا أو مكملا أو شريكا للمدرسة العمومية...

في ظل غياب هوية المدرسة العمومية المغربية وعدم وضوح ولبس أهدافها الاستراتيجية سيستمر المشهد التربوي بدون فعالية قوية وبدون شخصية واضحة المعالم.

 

                                                                                                                                             ذ. عبد الرحمان سكتان

---